بعد إنتهاء مرحلة الثانوية الكل يتطلع إلى الحياة الجامعية وما كان يسمع من أصدقاءه من روعة تلك المرحلة . أعتقد أن الحواجز تزال فى تلك المرحلة العمرية .فمن أيام قليلة كان من الصعب أن تتحدث إلى زميلة من زميلات الدراسة . الآن تستطيع أن تتكلم معهم بحرية دون قيود وكأنكم أصدقاء . كل زملائى خاضوا تلك المرحلة وكنت أستمع إلى قصصهم وكان معظمهم فى أغلب الأحيان يعتبره تسلية يضيع من خلالها وقته .
جاء دورى فلقد علمت أن هناك زميلة من بلدتى تدرس معى فى نفس الجامعة فقد كنت أراها عن بعد . دارت فى رأسى أفكار وهى أن أتحدث إليها فليس هناك سوانا فى جامعة واحدة . سنحت لى الفرصة وقررت إستغلالها فرسمت خطة كى أبين أنها صدفة بحتة . وفى يوم ذهبت لشراء متطلبات السفر من عند والدها وكان معى أعز أصدقائى . جعلته يتحدث عن بعد مقر دراستى عن المنزل ودعانى أن أترك تلك الكلية وأدرس بالقرب من بلدتى إلى جوار أصدقائى . بمجرد أن أنهى صاحبى الكلام رنت كلماته فى أذن والدها وكأنه هائما فى الصحراء ووجد من يهون عليه . قال لى هل تدرس مع ابنتى فى الجامعة ؟ قلت له لا أعلم قال بل أقصد هل تقيم فى المدينة الجامعية ؟ قلت نعم ولا أعلم سوى أنى الوحيد من بلدتنا هناك قال لا بل ابنتى معك . لقد نجحت خطتى وجذبت انتباه والدها الذى أسرع إلى الخارج ونادى ابنته من المنزل فنزلت فى الحال . وشرح لها الموقف . فوجدتها توضح لوالدها بأننا كنازملاء فى الدراسة ومن نفس العمر ومدحتنى بأحب الصفات وابتسمت وتعارفنا وطلب والدها رقم هاتفى الجوال ولم يكن قد حان وقت لامتلاكى واحداً وقرر والدها الإعتماد على فى مساعدة ابنته كى يهون عليها الفترة التى تبتعد فيها عن المنزل . أحسست حينها أنى إمتلكت ذمام الأمر . لكن مع الأسف فحين سفرى أجدها عائدة إلى البيت ومن المفترض أن هذا هو يوم سفرها . ولم أرها ولو مرة بالمدينة الجامعية ولم أحاول أن أتحدث إليها وكأن شيئا لم يكن . ولسوء حظى علمت أنها تركت الجامعة وكانت تلك محاولة تعارف تمنيت لو أستطيع بإبلاغها أنها لم تكن صدفة وأنى كنت أسعى إليها لكن صمتى أقوى منى فنسيتها رغم ملاقتى لها فى بعض الأحيان وكل ما فعلت أصبح طى الكتمان .........................................................................